حسن الظن بالله

عاشق الرحمن الإثنين ديسمبر 24, 2012 9:49 am

الحمد لله الذي نجا نوحا ومن امن معه من الغرق العام ،ورفع ادريس مكانا عليا فنعم المقام،ونجا ابراهيم من النار فابدلة مكان حرها بردا وسلام،ورد علي يعقوب ولده يوسف بعد الانعدام، ونجا موسي ومن امن معه من فرعون ذي الفساد والاجرام، ورفع عيسي رفعة فنال بها رفيع المقام ،فكانو كل الانبياء في السماء مامومين وكنت يا رسول الله عليهم الامام ،
واشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة ادخرها ليوم تبدل فيةالارض وتنشق السماء بالغمام ،واصلي واسلم علي الحبيب محمد صاحب المكانة العليا في اعلي مقام، واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيببة بلغ الرسالة وادي الامانة ونصح الامة وكشف الله به الغمة وجاهد في الله حق جهادة حتي اتاة اليقين اما بعد ،
ياعباد الله ان اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلي الله علية وسلم ، يقول الله تعالي في محكم التنزيل (كلا اذا بلغت التراقي ،وقيل من راق وظن انه الفراق ، والتفت الساق بالساق ، الي ربك يومئذ المساق )
تعالو بنا يا عباد الله نعيش هذة الخطبة المباركة مع رحمة الله وحسن الظن بالله لكي لا تأسوا من رحمة الله سبحانة وهو ارحم الراحمين
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله ، ان الله تعالي قال في الحديث القدسي ( انا عند ظن عبدي بي وانا معه حيث ذكرني ، فان ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ،وان ذكرني في ملا ذكرته في ملا خير منه ،وان تقرب الي شبرا تقربت اليه ذراعا ، ومن تقربالي ذراعا تقربت اليه باعا ، وان اتاني يمشي اتيتة هرولة ) الذراع هو الذراع اليد ) والباع هو طول الذراعين مع اتساع الصدر )
اولا ما معني الظن (هو اليقين والشك ) فالظن معناه اليقين وهو قول الله (وظن انه الفراق ) فالظن هنا بمعني اليقين اي تيقن انه الفراق من الدنيا الي الاخرة
والمعني الثاني للظن هو الشك (قال الله ، انما المؤمنون الذين امنو بالله ورسوله ثم لم يرتابو ) اي لم يشكو ابدا في دينهم ولم يترددو في ايمانهم
وينقسم الظن الي قسمين : احدهما ظن مشروع ،وظن محرم ،فالظن المشروع هو : حسن الظن بالله والمسلمين والمؤمنين من اهل العلم والفضل كقول الله تعالي (واستعينو بالصبر والصلاة وانها لكبيرة الا علي الخاشعين ، الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم وانهم اليه راجعون )
والظن المحرم هو سوء الظن بالله والمسلمين والمسلمات في جميع الاحوال
ومن حديث جابر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله قبل موتة بثلاثة ايام يقول
(لا يموتن احدكم الا وهو يحسن الظن بالله ) او في روايةقال (لقنو موتاكم لا اله الا الله وبشروهم بالجنة ) اي اجعلوهم عند الموت يحسنون الظن بالله ولا تقنطوهم من رحمتة لان الله قال( انا عند ظن عبدي بي فليظن بي عبدي ما شاء )
ومن سوء الظن بالله ،يظن العبد انه لو سال الله ما اعطاة،واذا توكل علية ما كفاة
واذا استعان به ما نجاة وبذلك يكون قد ساء الظن بالله
الهي لا تعذبني فاني مقر بالذي قد كان مني
فكم ذلة لي في البرايا وانت علية ذو فضل ومني
يظن الناس بي خيرا واني لشر الناس ان لم تعفو عني
وما لي جيلة الا رجائي وعفوك ان عفوت وحسن ظني
فدائما العبد يحسن الظن بالله في جميع الامور خيرها وشرها ومن الحديث الذي رواة احمد وغيرة بسند صحيح ان رسول الله قال قال الله في الحديث القدسي (يابن ادم ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا ابالي ،يا بن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ما كان منك ولاابالي
يابن ادم لو جئتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيا ، لاتيتك بقرابها مغفرة ) سبحانه وتعالي رحيم بعبادة وارحم من الام علي ولده
قال بعض العلماء عن قصةرجل بعثةالله يوم القيامة فقل الله يا عبدي اما علمت برحمتي لمن اطاعني قال العبد اعلم يارب ، فقال الله له اما علمت بعذابي لمن عصاني قال اعلم يارب قال الله فما حملك علي معصيتي قال يارب قد كان مني ذلك فقال الله يا عبدي ما ظنك بي اليوم قال يارب حسن ظني بك ان تغفرلي وترحمني
قال الله ولما احسنت الظن اليوم قال يارب انك رايتني علي المعصية في الدنيا وسترتها علي فحسن ظني بك انك ستغفرها اليوم قال الله يا عبدى وانا عند ظن عبدي بي ، يا عبدي خذ كتابك بيمينك فما كان فية من حسنة قبلناها وما كان فية من سيئتة فقد غفرناها وانا ارحم الراحمين
وقال الامام الغزالي رحمه الله عن شاب كان مريض وهو في سكرات موتة زاره عمه فاخذ يقول العم لابن اخية يابني الم اقل لك صلي وصوم ولكنك قصرت كثير فبكي الشاب وقا يا عماة ماذا لو قامت الساعة وترك الله لامي ان تحاسبني هل ترضي امي ان تطرحني في النار فقال العم لا يا بني فقال الشاب فكيف بي ان كان حسابي يوم القيامة مع ارحم الراحمين ثم قبضت روح العبد وعندما دفنوة في قبرة فصاح عمه الله اكبر الله اكبر والله لقد رايت النور يخرج من قبر ابن اخي انه قبل ان يموت مات وهو يحسن الظن بالله انه سيرحمة وقد رحمه الله حقا )
اما انه لا يجوز للعبد ان لايعمل الخير ولا صلاة ولا صوم ولا صدقة يقدمها لنفسة عند الله ويقول انا احسن الظن بالله لان حسن الظن ياتي من بعد العمل
قال حسن البصري رحمة الله،ان قوماً الهتهم الاماني حتي خرجو من الدنيا ولا حسنة لهم وقالو نحن نحسن الظن بالله وكذبو ولو احسنو الظن لا حسنو العمل

واعلمو يا عباد الله ان السبب الوحيد في هلاك العبد في الدنيا والاخرة وما يوقعة في الذنوب ويصر عليها هو ( سوء الظن بالله ) لانه ما سرق السارق الا بسوء ظنه بالله انه لا يرزقه بمال حلال وما زني الزاني الا بسوء ظنة في الله انه لا يرزقة بزوجة في الحلال ورجل يكذب كثيرا ولا يصدق ابدا ظن انه لو صدق لهلك وان النجاة في الكذب فلذلك اكثر ما يهلك العبد هو سوء الظن بالله
ودائما العبد يحسن الظن بالله فاذا كانت امراة بغية غفرالله لها ذنوبها لانها سقت كلبا من العطش او كما قال اهل العلم اذا كانت الرحمة بالكلاب تكفر الخطايا للبغايا ، فكيف تكون الرحمة بمن وحد رب البرايا

اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولك
والتائب من الذنب كمن لا ذنب له

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان الا علي الظالمين اما بعد
فيا عباد الله احسنو الظن بالله في كل الاحوال وكونو علي يقين بالله انه ارحم الراحمين ولا تقطعو حسن ظنكم بالله ابدا فتهلكو
فقد جاء في الخبر عن النبي صلي الله علية وسلم انه قال: امرالله يوم القيامة الملائكة ان يذهبون برجلين الي النار فوقف احدهم ومشي الاخر فقال الله للذي وقف مكانه يا عبدى لما لم تذهب كما امرتك قال العبد يارب قد حسن ظني بك انك لن تدخلني النار فقال الله للذي ذهب وانت يا عبدي لما ذهبت ولم تقف مثل صاحبك قال يا رب اني عصيتك في الدنيا فكيف اعصيك اليوم فقال الله خذو الرجلين الي الجنة احدهمابحسن ظنه بي والاخر بطاعتة لي

( فكونو يا عباد الله علي يقين بالله انه من توكل علية كفاة ومن سالة اعطاة ومن تمسك به هداة ومن اقترب من الله اجتباة ومن اعرض عن الله ناداة قائلا

( قل يا عبادى الذين اسرفوا علي انفسهم لا تقنطو من رحمة الله )
اللهم اغفرلنا وارحمنا ، وتولي امرنا واحسن ختامنا وارحم ضعفنا واجبر كسرنا وثبت اقدامنا واصلح فساد قلوبنا واسترعيوبنا واصلح ذات بيننا واحسن عاقبتنا واجرنا من خزي الدنيا وعذاب الاخرة ، اللهم اهدنا صراطك المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين

ربنا امنا بما انزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين

اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم واقم الصلاة